كلمات نشيد من أجلك عشنا يا وطني - تحليل كلمات النشيد ومعاني العزة والبطولة في "هامات المجد"

كلمات نشيد من أجلك عشنا يا وطني - تحليل كلمات النشيد ومعاني العزة والبطولة في "هامات المجد"

نشيد هامات المجد أو "من أجلك عشنا يا وطني" هي نشيد وطني ملحمي، يشبه الوثيقة التاريخية المغناة التي تروي قصة أمة من الكفاح والنصر والعزة. إنها تصور رحلة شعب من بطولات الماضي إلى تحديات الحاضر، مع تأكيد ثابت على التضحية والفداء.

الموضوع الرئيسي: التضحية والفداء من أجل الوطن

العنوان المتكرر "من أجلك عشنا يا وطني... نفدي بالروح أراضينا" هو الشعار الأساسي للنشيد. فهو يعلن أن الهدف الوحيد من الحياة هو الوطن، وأن التضحية بالنفس من أجله هي أعلى درجات الشرف والتكريس.

الاستمرارية بين ماضي الأجداد وحاضر الأحفاد

يؤكد النشيد على ترابط الأجيال واتصال حلقات الكفاح:

"قد كنا أمس عمالقة... في الحرب نذل أعادينا": يشير إلى الماضي البطولي للأجداد الذين كانوا "عمالقة" في ساحات الحرب، قادرين على إذلال أعدائهم.

"وإنا اليوم عمالقة... في السلم حماة مبادينا": يؤكد أن "العمالقة" لم يغيبوا، بل هم اليوم نفسهم يحمون المبادئ والأرض في زمن السلم. هذه الاستمرارية تعطي قوة روحية هائلة.

الإرث الثوري والنصر المحقق

لا يكتفي النشيد بذكر البطولة، بل يربطها بإرث ثوري محدد وانتصار ملموس:

"فجرنا الثورة من أزل... سجل يا دهر معالينا": يصور الثورة كقدر محتوم وليس حدثاً عابراً، وكإرث خالد يجب أن يسجله التاريخ ("الدهر").

"والنصر الأكبر كان لنا... مجداً من صنع أيادينا": هذا بيان فخر بالإنجاز، مؤكداً أن النصر كان "أكبر" والمجد كان من صنعهم هم، دون الاعتماد على الآخر.

القيم المجتمعية: الكرامة والعدالة والرفض

ينتقل النشيد ليعبر عن رؤيته للمجتمع المنشود:

"قالا في البدء كرامتنا... والشعب يسود هنا فينا": يربط بين تحرير الأرض (جيش التحرير وجبهته) وبين تحرير الإرادة (كرامة الشعب وسيادته).

"خيرات الشعب نقسمها... فينا بالعدل موازينا": دعوة واضحة للعدالة الاجتماعية في توزيع الثروات.

"والدعم المطلق نبذله... للشعب الرافض تدجيننا": تأكيد على أن الدعم والولاء يكون للشعب الذي يحافظ على كرامته ويرفض الخنوع ("التدجين").

الهوية: العروبة والإسلام والعزة

يختتم النشيد بتعريف الهوية بمقولته الأشهر:

"يا سائل عرب ملتنا... دين الإسلام يؤاخينا": يحدد الهوية الجامعة بين العروبة ("ملتنا") والإسلام ("ديننا") كرابط أخوة.

"هامات المجد مرابعنا": هذه العبارة القوية هي جوهر الروح التي يعبر عنها النشيد. فـ "الهامات" هي الرؤوس العالية، و"المجد" هو القيمة السامية، و"مرابعنا" هي موطننا ومكان راحتنا. أي أن موطننا الحقيقي هو في قمم المجد والعزة، وليس فقط الجغرافيا.

"والله الحافظ يحمينا": يختم بثقة إيمانية بأن الله هو الحافظ والضامن النهائي لهذه العزة.

خلاصة التحليل:

"كلمات نشيد من أجلك عشنا يا وطني" هو أكثر من نشيد؛ إنه بيان وجودي. فهو يربط بين الفخر بالماضي المجيد والمسؤولية في الحاضر والمستقبل، بين التضحية بالروح وبناء المجتمع العادل، وبين الهوية الوطنية والانتماء الحضاري الأوسع (العروبة والإسلام). عبارة "هامات المجد مرابعنا" ليست مجرد كلمات، بل هي فلسفة حياة ترفض الذل وتتخذ من العزة مستقراً ومقاماً.

 

﴿هَامَاتُ الـمَجْدِ﴾

— عُمَرْ اَلْبَرْنَاوِيْ —

مِن أجلِكَ عِشْنَا يَا وَطنِي

نَفدِي بِالرُّوح أراضينَا

قد كُنَّا أَمْسِ عَمالِقةً

فِي الحرْب نُذِلُّ أعادينَا

مِن أجلِكَ عِشْنَا يَا وَطنِي

نَفدِي بِالرُّوح أراضينَا

قد كُنَّا أَمْسِ عَمالِقةً

فِي الحرْب نُذِلُّ أعادينَا

وَإنَا اليَوْمَ عَمالِقةٌ

فِي السِّلْم حُمَاة مَبادينَا

من أجلك يا، من أجلك يا، يا وطني

أبْطالا كُنَّا لََا نَرضَى

غَيْرَ الأمْجَادِ تُحَيِّينَا

نَزهُو بِالمَاضِي فِي ثِقَةٍ

وَالْحَاضِرُ يَعلُو مَاضِينَا

فجَّرنَا الثَّوْرَةَ مِن أزَلٍ

سَجِّل يَا دَهْرُ مَعَالِينَا

وَالنَّصْرُ الأكْبرُ كَانَ لَنَا

مَجْدًا مِن صُنْعِ أيَادِينَا

من أجلك يا، من أجلك يا، يا وطني

جَيْشُ التَّحْريرِ وَجَبْهَتُهُ

كَانَا ضَوْأيْنِ بِدَاجِينَا

قَالَا فِي البَدْءِ كَرَامَتُنَا

وَالشَّعْب يَسُود هُنَا فِينَا

خَيْرَاتُ الشَّعْبِ نُقَسِّمُهَا

فِينَا بِالْعَدْلِ مَوازِينَا

وَالدَّعْمُ اَلمُطلَقُ نَبذُلُهُ

لِلشَّعْبِ الرَّافِضِ تَدْجِينَا

من أجلك يا، من أجلك يا، يا وطني

يَا سَائِلُ عُربٌ مِلَّتُنَا

دِينُ الإسْلامِ يُؤَاخِينَا

هَامَاتُ المَجْدِ مَرابِعُنَا

وَاَللَّه الحَافِظُ يَحْمِينَا

يَا سَائِلُ عُربٌ مِلَّتُنَا

دِينُ الإسْلامِ يُؤَاخِينَا

هَامَاتُ المَجْدِ مَرابِعُنَا

وَاَللَّه الحَافِظُ يَحْمِينَا

من أجلك يا، من أجلك يا، يا وطني

مِن أجلِكَ عِشْنَا يَا وَطنِي

نَفدِي بِالرُّوح أراضينَا

قد كُنَّا أَمْسِ عَمالِقةً

فِي الحرْب نُذِلُّ أعادينَا

مِن أجلِكَ عِشْنَا يَا وَطنِي

نَفدِي بِالرُّوح أراضينَا

قد كُنَّا أَمْسِ عَمالِقةً

فِي الحرْب نُذِلُّ أعادينَا

وَإنَا اليَوْمَ عَمالِقةٌ

فِي السِّلْم حُمَاة مَبادينَا

من أجلك يا، من أجلك يا، يا وطني