كلمات النشيد الوطني الجزائري "قسماً" - قوة كلمات نشيد قسما ومعاني البطولة والتضحية

وصف وتحليل كلمات النشيد الوطني الجزائري "نشيد قسماً"

كلمات النشيد الوطني الجزائري، الذي يُعرف باسم "قسماً" من أولى كلماته، هو أكثر من مجرد أنشودة وطنية؛ فهو سرد ملحمي لتاريخ ثورة التحرير، وقَسَمٌ بالدم يدوي في قلوب الجزائريين. كتبه الشاعر مفدي زكرياء أثناء الثورة في عام 1956، ولحّنه الموسيقار المصري محمد فوزي.

الموضوع الرئيسي: القَسَم والتضحية من أجل الوطن

تبداء الكلمات بقَسَمٍ مصمم لا يقبل الجدل:

"قَسَمًا بِالنَّازِلَاتِ الْمَاحِقَاتِ... وَالدَّمَاءِ الزَّاكِيَاتِ الطَّاهِرَاتِ": هذا ليس مجرد قسم عادي، بل هو قسم بـ "النازلات الماحقات" أي المصائب الشديدة، وبالدماء الطاهرة التي سالت على ثرى الوطن. وهو تأكيد على أن التحرير كان ثمنه دماً ودماراً.

روح الثورة والكفاح

يصور النشيد بعنفوان روح الثورة التي لا تُقهَر:

"إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الْحَيَاةَ... فَلَا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ": هذا البيت الشعري الخالد (لأبي القاسم الشابي) يُعتبر شرارة الثورة. إنه يعلن أن إرادة الشعب هي قدره المحتوم، ولا قوة يمكنها الوقوف في طريقها.

"وَلَا بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِي... وَلَا بُدَّ لِلْقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِرْ": يستخدم الشاعر استعارة قوية، حيث يشبه الاستعمار بـ "الليل" و"القيد"، مؤكداً حتمية انتصار النور (الحرية) وانكسار القيود.

التحدي والشهادة في سبيل الحرية

يمتلئ النشيد بمعاني التحدي والاستعداد لبذل الغالي والنفيس:

"نَحْنُ جُنْدٌ فِي سَبِيلِ الْحَقِّ ثُرْنَا... وَإِلَى اِسْتِقْلَالِنَا بِالْحَرْبِ قُمْنَا": يحدد الهوية والهدف: هم جنود من أجل قضية عادلة (الحق)، وطريقهم إلى الاستقلال كان عبر الحرب لا المفاوضات.

الارتباط بالأمة الإسلامية والعربية

يؤكد النشيد على الهوية العربية والإسلامية للجزائر:

"يَا فَرَنْسَا قَدْ مَضَى وَقْتُ الْعِتَابِ... وَطَوَيْنَاهُ كَمَا يُطْوَى الْكِتَابِ": خطاب مباشر وموجه لفرنسا (القوة المستعمرة) يعلن انتهاء زمن التوبيخ والخنوع.

خلاصة التحليل:

النشيد الوطني الجزائري "قسماً" هو وثيقة تاريخية غنائية، تروي ملحمة شعب كامل ضحى من أجل حريته. إنه ليس مجرد كلمات تُغنى، بل هو روح الأمة المجسدة في أنغام، تذكر الأجيال دوماً بأن استقلال الجزائر كان ثمرة قسمٍ بالدم، وإرادة حديدية لا تلين. كل كلمة فيه تنبض بالتاريخ وتذكي روح الوطنية والفداء.

النشيد الوطني الجزائري نشيد قسما

قـــسما بالنازلات الـماحقات ** والـدماء الـزاكيات الطـــاهرات

والبــنود اللامعات الـخافقات ** في الـجبال الشامخات الشاهقات

نحن ثــرنـا فحــياة أو مـمات ** وعقدنا العزم أن تـحيا الجـزائر